من فتره ماحطيت موضوع بالأخص قصص
وهذى قصه من الواقع جسدت فلم .. سوري ع الأطاله
قصة حياة و سيرة الشيخ مالك شباز (مالكم أكس
السلام عليكم
لكل من يهتم بشؤون الدعوة يجب عليه فهم الواقع ... و بالتالي يتطلب معرفة
تاريخ هذا الواقع و تطوره . و أمريكا اليوم لها ثقل كبير في واقع الأمة الإسلامية
لذلك فمعرفة تاريخ الإسلام هناك مهم لكل مهتم بشؤون الدعوة عموما وفي أمريكا خصوصا.
و لمعرفة بعض تاريخ الإسلام في أمريكا ومراحل تطوره يجب معرفة سيرة الشيخ
مالك شباز (مالكم أكس) .
لو استوقفت أحد شباب المسلمين في هذا العصر ، ثم وجّهت له السؤال التالي :
هل تعرف من هو " مايكل جاكسون " ؟ ..
لأجابك على الفور بأنه مطرب أمريكي مشهور ، وهو من السود لكنه أجرى عمليات
تجميلية لتغيير لون بشرته إلى اللون الأبيض ، و يرتدي ملابس مزركشة وهو كذا .. و كذا … وقد يترنّم ببعض أغانيه الشهيرة مزهوّاً بهذه الثقافة العالية .. ! ..
ولكن لو وجّهت إليه سؤالاً عن شخص أمريكي آخر من السود وهو " مالكوم أكس " ،
لوجدت علامات الدهشة .. و الاستغراب تعلو وجهه .. و عندها لن يجيب .. ! ..
فمن هو هذا الإنسان المدعو " مالكوم أكس " الذي يجهله أكثر شباب الأمة الإسلامية ؟ .. وماذا يهمنا في أمره ؟ ..
إن هذه الشخصية كان لها دور كبير في التاريخ المعاصر للمسلمين السود في أمريكا ،
وحريّ بنا في هذا المقام أن نعرّفه للكثير من أبناء المسلمين الذين يجهلونه ويجهلون واقع
إخوانهم المسلمين السود في أمريكا وما يعانونه من جهل .. و فقر .. و اضطهاد شأنهم
في ذلك شأن كل أقلية إسلامية في كل بلدان العالم .. وإلى الله المشتكي .
و قبل أن نتحدّث عنه أقول أنه يلزمنا عند دراسة أي شخصية كانت أن نضعها في
سياقها التاريخي الصحيح ، كي نكوّن عنها صورة
واضحة لفهم الظروف والمقدمات التي أدت إلى بلورة هذه الشخصية و صياغتها
على هذا النحو ، و من ثمّ إعطاء الحكم الصحيح عليها و كما لا يخفى بأن .. " الحكم على الشيء فرع عن تصوّره " .
تاريخ المسلمين السود في أمريكا :
يبدأ تاريخ المسلمين السود في أمريكا في القرن الثامن عشر ميلادي على
يد النخاسين " تجار الرقيق " الذين يصطادون الأولاد السود من غرب أفريقيا وجلبهم إلى القارة الأمريكية
للعمل في
الحقول و المناجم التي يملكها السيد الأبيض . و من بين هؤلاء العبيد - بطبيعة الحال - نسبة كبيرة
من المسلمين ، و كانوا يتعرّضون في رحلتهم إلى أشد أنواع الهوان والذل ، بل أن الكثيرين منهم كان يموت قبل الوصول بسبب المعاملة الوحشية التي كانوا يتلقّونها في السفينة .
وقد صوّر طرفاً من هذه المعاناة أصدق تصوير الكاتب الزنجي الأمريكي
" ألكيس هيلي " ( الذي اعتنق الإسلام فيما بعد و لله الحمد و المنة ) في روايته الشهيرة الرائعة " الجذور "
و التي كانت أكثر الروايات رواجاً في الولايات المتحدة ردحاً من الزمن . حيث تحكي
عن قرية " جوفيور " المسلمة في غامبيا ، التي كانت متمسكة بتعاليم
الدين الإسلامي و الأب " عمرو " و ابنه " كونتا كونتي " الذي يذهب إلى المسجد ، و يتعلم القرآن
على يد الإمام ، و أمنيته التي طالما راودته بالحج إلى بيت الله الحرام . ولكن النخاسين البيض اختطفوا
هذا الابن ولما جاء الخبر إلى أبيه " عمرو " خرّ ساجداً لله .. و بكل يقين سلّم
أمره إليه .. ! .. وتبدأ رحلة العذاب لهذا الشاب في السفينة .. إلى أن يصل إلى أمريكا ويكون
عبداً في " فرجينيا " لدى أحد الإقطاعيين الذي لم تعرف الرحمة إلى قلبه طريقاً . فيحاول هذا الشاب
الهروب مراراً ولكن يُقبض عليه إلى أن عوقب أخيراً ببتر نصف قدمه ! .. ورغم هذا كله يحافظ هذا الشاب
على هويته ودينه في هذا المجتمع ما أمكنه ذلك ، ولكن تقادم الزمن .. و مرور السنين كان في نهاية المطاف
كفيلاً بتضييع هوية أحفاده .
وتستمر معاناة السود تحت سياط العبودية في المزارع الأمريكية طوال قرن من الزمان ،
ويتوالي مسلسل هذا الاضطهاد إلى أن أصدر الرئيس الأمريكي " أبراهام لنكولن " أمراً
بإلغاء الرق ، الأمر الذي أشعل فتيل الحرب الأهلية الأمريكية ( 1861 - 1865 م ) بين ولايات
الشمال التي أيدت هذا القرار ، و الولايات الجنوبية التي عارضته . وانتهت بنصر الشمال على
الجنوب و إقرار إلغاء الرق في عموم الولايات المتحدة الأمريكية .
إلا أن هذا لم يكن كافياً لإلغاء ِ فلسفة التمييز العنصري التي استقرّت في ذهنية الشريحة
الكبرى من المجتمع الأمريكي ، واعتبارهم السود مواطنين من الدرجة الثانية .. وأن هناك
خطوطاً حمراء لا يحق لهم تجاوزها سواء في مجال الوظائف ، أو التعليم ، أو السلم الاجتماعي ،
بل إن موجة من الإرهاب المنظّم بدأت على يد العديد من الجماعات المتطرفة مثل
جماعة "KKK " أو " كوكلاكس كلان " وهي حركة بروتستانتية متطرفة تستمد عقيدتها من
تفوّق الجنس الأبيض وسيادته على جميع الأعراق ، و تستخدم أساليباً إرهابية منظمة للبطش
بالأقليات عن طريق الحرق و القتل وكل صنوف الإجرام التي راح على إثرها الكثير من السود الأمريكان .
ظهور مالكوم أكس :
في هذا المناخ المضطرب الذي يموج بكل صنوف القهر .. و التمييز العنصري الذي يتعرّض إليه
السود وُلد في عام 1925 في ولاية نبراسكا شخص اسمه " مالكوم أكس " لأب كان واعظاً معمدانياً ،
وعندما بلغ الطفل من العمر ست سنوات قامت جماعة " كوكلاكس كلان " العنصرية بحرق منزل أبيه .. وأتى رجال المطافئ ليشاهدوا المنزل وهو يحترق وهم لا يحركون ساكناً .. ! ..
يقول عن هذا الموقف في مذكراته : " إن النار التي حرقت بيت والدي لا زالت
تستعر في نفسي ، والأنكى من ذلك أن والدي كان يعمل جهده في إعادة بناء
البيت وتأسيس استقلال العائلة الاقتصادي بينما نحن لسنا إلا .. زنوجاً ! " ..
بعد ذلك وُجد والده مهشّم الرأس و الجسد تحت عجلات سيارة ، وكان مالكوم أكس
متيقناً أنها جريمة متعمدة . وبعد وفاة أبيه ساءت حالة أسرته .. وباتت تتضوّر جوعاً
إلى درجة أن أمه كانت تغلي نباتات هندية التي يختلسها هو وإخوانه من جانبي الطريق
لتسد رمق الصبية الصغار و إبعاد شبح الموت جوعاً عنهم .. ! ..
وكان يحاول الإبقاء على تماسك أسرته بعد وفاة أبيه ، ولكن الأسرة ما لبثت أن تفككت
بعد أن التحق " مالكوم " إلى معهد للبنين ، يقول في مذكراته : " كان كل صبي يركلني إلى جانب حتى تأتي الخادمة فتأخذني ، لقد كانت طيبة القلب حنونة علي و كنت أتبعها أين ذهبت كالسواقي ! " . ثم انتقل إلى مدرسة قريبة كان هو فيها الزنجي الوحيد. فيها جميع أقرانه مما أشعر الطلاب بل و الأساتذة بالخوف من تفوّقه وحدة ذكائه . حينها أعلن أنه يريد أن يستكمل دراسته
في مجال القانون ، ولكنه فوجئ بأن مهنة القانون غير موافقة للزنوج بحسب العرف الاجتماعي السائد
آنذاك ! . وكانت هذه نقطة التحوّل التي غيّرت مجرى حياته تماماً ، فاتجه إلى طيش الشباب .. و تجارة المخدرات .. و سرقة السيارات ، ودخل السجن غير مرة .. إلى أن... ثبتت عليه تهمة السرقة فحكم القاضي عليه - وكان من العنصريين البيض - حكماَ مبالغاً فيه بالسجن في سنة 1946 م .
كل هذه المعاناة و الإحباطات المتراكمة التي واجهها في حياته كانت كفيلة بأن يترسّخ في
وجدانه كراهية الإنسان الأبيض ، و محاولة الانتقام منه متى ما سنحت له الفرصة ،
فكان لا يفتأ يردّد : " لا يمكن للأسود أن يثق بالرجل الأبيض " ! .
و عندما كان في السجن عكف على القراءة و المطالعة إلى درجة أنها التهم آلاف الكتب
في شتى صنوف المعرفة ، فأسّس ثقافة عالية مكّنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته ،
وإعادة بنائها مرة أخرى . و عندما لاحظت إدارة السجن تحسن أخلاقه قامت بنقله إلى سجن
" كونكورد " الإصلاحي ، و هناك التقى بأحد أتباع " أليجا محمد " زعيم حركة " أمة الإسلام " ،
ثم عرّفه بهذه الحركة ، و حاول جذبه إليها لأنه رأى من مقومات شخصية " مالكوم اكس " ما لفت انتباهه ، إذ كان مالكوم اكس ذا شخصية قوية ، و ثقافة رفيعة ، و خطيب مفوّه ، فاستطاع اكتسابه إلى هذه الحركة ، وكان يحقق مكسباً لها في كل المقاييس .
حركة أمة الإسلام :
لا بد أولاً من إعطاء نبذة عن هذه الحركة التي أسمت نفسها بأمة الإسلام كي تتضح
الصورة أكثر . كانت هذه الحركة في حقيقتها ما هي إلا امتداد طبيعي لحركات السود
النصرانية التي نشأت كردود أفعال لاضطهاد البيض للسود في أمريكا ، فكانت تطالب بإلغاء الرق ، و عندما أُلغي الرق أصبحت تنادي بالمساواة الاجتماعية .. و نبذ العنصرية ، إلا أن هذه الحركة قد تطرّفت في هذه القضية فأصبحت بدورها حركة عنصرية مقتصرة على السود فقط ولا تسمح بانضمام غيرهم إليها ! .
وقد بحثت هذه الحركة عن هويّة معينة تضمن التفاف السود حولها ، و تضمن في نفس الوقت تميّز السود عن البيض فلم يجدوا إلا الإسلام وهو دين أسلافهم في أمريكا ، فرفعوا شعار" أمة الإسلام " لإلهاب مشاعر السود بالعودة إلى جذورهم الأفريقية الإسلامية . ولكن شتان بين الإسلام الحقيقي .. و بين أمة الإسلام .. ! ..
و قد أسس هذه الحركة " والاس . د . فارد " بائع أقمشة في مدينة ديترويت ، بدأ عام 1930 م مبشراً بهذه الحركة بين السود ، و قد اختفى في عام 1934 م في ظروف غامضة ، إلا أنه قد خلفه في زعامة هذه الحركة " أليجا محمد " ، و استمر في قيادتها و الدعوة إليها . و لكن هذه الحركة كانت ترتكز على أسس عقائدية عنصرية منافية للإسلام رغم تمسّحها به ، و اتخاذها له كشعار برّاق
، إذ يكفي أن نعرف أن من بين مباديء هذه الحركة ما يلي : -
- أن الإله قد حلّ في " فارد " مؤسس الحركة ، و أنه المستحق للعبادة و الدعاء ! .
- أن أليجا محمد نبي ، فكان يُدعى بلقب " Massenger " ، فالنبوة لم تختم
بمحمد صلى الله عليه وسلم ، و كل نبي أتى بلسان قومه وأن أليجا قد أتى بلسان قومه بوحي من " فارد " ! .
أن العنصر الأسود أفضل الأعراق و هو مصدر كل خير ، و أن العنصر الأبيض وضيع و منحط .. ومصدر لكل الشرور ! .
- الصلاة عبارة عن قراءة للفاتحة أو آيات أخرى و دعاء مأثور مع التوجه نحو مكة ،
واستحضار صورة " فارد " في الأذهان ، و هي خمس مرات في اليوم ! .
- صيام شهر ديسمبر من كل عام عوضاً عن صوم رمضان ! .